background

العلاج بالخلايا التائية بمستقبلات المستضد الخيميري (CAR).

post image

 

الخلايا التائية، أو الخلايا الليمفاوية التائية، هي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً حيوياً في جهاز المناعة. تتميز هذه الخلايا بقدرتها على التعرف على الخلايا غير الطبيعية أو المصابة بالفيروسات داخل الجسم وتدميرها. ومع ذلك،في بعض الأحيان قد تفشل الخلايا التائية في التعرف على هذه التهديدات أو القضاء عليها، كما يحدث في حالة السرطان.

العلاج بالخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية (CAR) هو شكل من أشكال العلاج المناعي. يتم أخذ الخلايا التائية من دم المريض وتعديلها في المختبر، بحيث يمكنها التعرف على خلايا سرطانية محددة وتدميرها. بعد تعديلها، تُعاد هذه الخلايا التائية إلى جسم المريض. بمجرد دخولها الجسم، تستطيع هذه الخلايا المعدلة اكتشاف وتدمير الخلايا السرطانية عبر استغلال الاستجابة المناعية للجسم.

سنغافورة كانت أول دولة في جنوب شرق آسيا تتيح هذا العلاج.

ما الأمراض التي يمكن أن يعالجها هذا العلاج؟

يُعد العلاج بالخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية (CAR) فعالاً بشكل خاص للمرضى الذين يُشخصون بأشكال عنيفة ومنتكسه من سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) والليمفوما اللاهودجكينية (NHL) ذات الفئة العالية. يمكن أيضاً استخدامه لعلاج الليمفوما اللاهودجكينية المنتكسة مثل ليمفوما الخلايا التائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL)، خاصةً عندما يفشل نظامان علاجيان سابقان على الأقل في تحقيق النتائج المرجوة.

من هم المرضى المؤهلون لهذا العلاج؟

هناك مجموعات مختارة من المرضى مؤهلة للعلاج بالخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية (CAR). تشمل هذه المجموعات:

  • الأطفال والشباب البالغين من عمر عامين إلى 25 عامًا المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) للخلايا البائية المقاوم للعلاج، وحيث حدث الانتكاس بعد العلاج أو بعد الزرع.
  • البالغون المصابون بليمفوما الخلايا التائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL) والذين لم يستفيدوا من نوعين على الأقل من العلاج القياسي.

ومع ذلك، هناك بعض المرضى الذين قد لا يكونوا مؤهلين لهذا العلاج، وهم:

  • المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم داخل القحف أو فقدان الوعي.
  • المرضى المصابون بالفشل التنفسي.
  • المرضى الذين يعانون من التخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية.
  • المرضى الذين يعانون من إنتان دموي أو عدوى نشطة لا تتم السيطرة عليها.

تلقي علاج الخلايا التائية CAR

كيف يعمل هذا العلاج؟

يمر العلاج بعدة مراحل:

  1. الفحص والاختبارات: يخضع المريض للفحص وسلسلة من الاختبارات لتحديد مدى ملاءمة العلاج لحالته والتأكد من قدرته على تحمل العلاج.

  2. تجميع الخلايا التائية: يتم استخراج خلايا الدم البيضاء، بما في ذلك الخلايا التائية، من دم المريض باستخدام إجراء يسمى فصادة خلايا الدم البيضاء. يُطلب من المريض الاستلقاء أو الجلوس على كرسي خلال هذا الإجراء، حيث يتم سحب الدم عبر خط وريدي واحد، وفصل خلايا الدم البيضاء، ثم إرجاع باقي الدم عبر خط وريدي آخر.

  3. تحضير الخلايا التائية CAR: بعد استخراج خلايا الدم البيضاء، تُفصل الخلايا التائية وتُرسل إلى المختبر لتعديلها بإضافة جين مستقبل المستضد الخيمري (CAR). تُنمى هذه الخلايا في المختبر لتتكاثر وتصل إلى العدد المطلوب للعلاج، وهو ما قد يستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

  4. تسريب الخلايا التائية CAR: بمجرد إنتاج العدد الكافي من الخلايا التائية المعدلة، تُعاد إلى المستشفى ليتم ضخها في جسم المريض. قبل بضعة أيام من التسريب، قد يُعطى المريض علاجاً كيميائياً لتقليل عدد الخلايا المناعية الأخرى، مما يسمح للخلايا التائية المعدلة بالعمل بفعالية أكبر ضد السرطان. بعد التسريب، تبدأ الخلايا التائية المعدلة في الارتباط بالخلايا السرطانية وتدميرها، مما يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا التائية المعدلة وتدمير المزيد من الخلايا السرطانية.

  5. التعافي: يتعافى المرضى الذين يتلقون العلاج بالخلايا التائية CAR خلال فترة نقاهة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع، حيث يُراقبون عن كثب بحثاً عن أي آثار جانبية وتقييم استجابة العلاج.

فوائد العلاج وتحدياته

ما فوائد هذا العلاج وما التحديات التي يفرضها؟

يقدم العلاج بالخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية (CAR) للمرضى المصابين بسرطانات الدم خيارًا علاجيًا يمكن أن ينقذ حياتهم في حال فشل العلاجات الكيميائية القياسية أو العلاجات الموجهة أو زرع نخاع العظم. ومع ذلك، هناك تحديات تشمل اختيار المرضى المناسبين لهذا العلاج، وتقييم مدى لياقتهم الطبية، وتوقيت جمع الخلايا، والمخاوف اللوجستية، وتوازن المخاطر والفوائد لكل مريض.

الآثار الجانبية للعلاج بالخلايا التائية CAR

ما الأعراض الجانبية لهذا العلاج؟

تتمثل أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج بالخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية (CAR) في متلازمة إطلاق السيتوكين (CRS)، وهي حالة ناتجة عن تأثيرات الخلايا التائية المعدلة أثناء عملها على القضاء على الخلايا السرطانية. تشمل أعراض CRS:

  • ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة.
  • صعوبة التنفس.
  • الغثيان و/أو القيء و/أو الإسهال.
  • الشعور بالدوار.
  • الصداع.
  • ضربات القلب السريعة.
  • الإعياء.
  • آلام العضلات و/أو المفاصل.

قد تظهر متلازمة إطلاق السيتوكين بعد عدة أسابيع من التسريب، لكنها تظهر بشكل أكثر شيوعًا خلال الأسبوعين الأولين بعد التسريب. لا ترتبط شدة CRS بالاستجابة للعلاج بالخلايا التائية المعدلة.

من الآثار الجانبية الشائعة الأخرى متلازمة السمية العصبية المرتبطة بالخلايا المؤثرة (ICANS)، التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للمريض. CRS وICANS هما تأثيران جانبيان معروفان ويمكن علاجهما بشكل فعال بواسطة فريق رعاية صحية مدرب.

الفوائد والتحديات

كيف تبدو عملية التعافي من هذا العلاج؟

عادةً ما يستغرق التعافي من شهرين إلى 3 أشهر من تاريخ تسريب الخلايا التائية المعدلة. يُدخل المرضى إلى المستشفى خلال أول أسبوعين إلى 3 أسابيع للتعافي من أي آثار جانبية للعلاج الكيميائي قبل خروجهم. بعد الخروج من المستشفى، يتعين على المرضى حضور مواعيد منتظمة في العيادات الخارجية لمراقبة الآثار الجانبية وتقييم الاستجابة للعلاج.

Whatsapp Us