السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة خطيرة تحدث عندما يحدث انقطاع أو انخفاض في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يقلل من إمداد الأكسجين والمواد الغذائية إلى أنسجة الدماغ. إذا لم تمُت الخلايا الدماغية المحرومة من الأكسجين بسرعة، يمكن أن تتسبب في عواقب وخيمة تغير الحياة في غضون دقائق.
تتطلب السكتة الدماغية تدخلاً سريعاً لتقليل تلف الدماغ ومنع الوفاة أو الإعاقة طويلة الأمد. بالنسبة للتعرف على علامات التحذير والتصرف السريع، لا يمكن أن تكون النتائج أبعد اختلافاً.
أنواع السكتات الدماغية
هناك نوعان رئيسيان من السكتات الدماغية بناءً على أسبابها:
1. السكتة الدماغية الإقفارية
هذا هو النوع الأكثر شيوعاً من السكتات الدماغية، حيث يحدّث انسداد، غالبًا بسبب جلطة دموية، يعوق تدفق الدم إلى الدماغ. تشمل الأسباب الشائعة:
- التخثر: جلطة دموية تتشكل في أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ.
- الانصمام: جلطة دموية تتشكل في مكان آخر من الجسم وتنتقل إلى الدماغ.
- انسداد الأوعية الصغيرة: يحدث بسبب أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو الكوليسترول المرتفع.
- السكتة الدماغية مجهولة السبب: سكتات ليس لها سبب محدد بعد التقييم.
2. السكتة الدماغية النزفية
تحدث عندما ينفجر شريان يغذي الدماغ، مما يؤدي إلى نزيف. السكتات النزفية أقل شيوعاً ولكنها أكثر خطورة. يمكن أن تحدث بسبب:
- النزيف داخل المخ: تسرب الدم مباشرة إلى أنسجة الدماغ.
- النزيف تحت العنكبوتية: تسرب الدم إلى الفراغ بين الدماغ والأغشية التي تغطيه.
علامات وأعراض السكتة الدماغية
للتعرف على السكتة الدماغية بسرعة، تذكر كلمة "BE FAST":
- B – التوازن: فقدان مفاجئ للتوازن أو التنسيق.
- E – العينان: صعوبة مفاجئة في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما، أو رؤية مزدوجة، أو فقدان جزئي للرؤية.
- F – الوجه: اطلب من الشخص الابتسام. تحقق مما إذا كان أحد جانبي الوجه مرتخياً.
- A – الذراعان: اطلب من الشخص رفع ذراعيه. لاحظ ما إذا كانت إحداهما تنخفض مقارنة بالأخرى.
- S – الكلام: استمع إلى كلام متداخل أو صعوبة في إيجاد الكلمات.
- T – الوقت: تحرك بسرعة. سجل وقت ظهور الأعراض واتصل بخدمات الطوارئ.
عوامل الخطر
رغم أن السكتات الدماغية يمكن أن تصيب أي شخص، فإن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للخطر بسبب:
- العمر: تحدث معظم السكتات للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ولكن يمكن أن تصيب البالغين الأصغر سنًا وحتى الأطفال.
- الحالات الطبية: ارتفاع ضغط الدم، السكري، الكوليسترول المرتفع، واضطرابات ضربات القلب.
- العوامل النمطية للحياة: التدخين، الإفراط في شرب الكحول، وقلة النشاط البدني.
العبء العالمي
تعد السكتة الدماغية سببًا رئيسيًا للوفاة والعجز حول العالم، وهي ثاني سبب رئيسي للوفاة وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة طويلة الأمد.
التشخيص والعلاج
تشخيص السكتة الدماغية يعتمد على الفحص الطبي والتصوير:
- التصوير المقطعي (CT): لتحديد النزيف أو الانسدادات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): للكشف عن تغييرات دقيقة في أنسجة الدماغ.
- اختبارات إضافية: اختبارات الدم، تخطيط كهربية القلب (ECG)، وأحياناً تخطيط أمواج الدماغ (EEG).
العلاج يختلف حسب نوع السكتة:
-
السكتة الإقفارية:
- الأدوية المذيبة للجلطات.
- إزالة الجلطة ميكانيكياً عبر القسطرة.
- العلاج الداعم كإدارة ضغط الدم ومنع تكوّن الجلطات.
-
السكتة النزفية:
- التحكم في ضغط الدم.
- دعم التجلط بالأدوية.
- التدخل الجراحي لإزالة الدم أو إصلاح الأوعية المتضررة.
الوقاية من السكتة الدماغية
- تبني نمط حياة صحي.
- إدارة الحالات المزمنة كارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
- التوقف عن التدخين وتقليل تناول الكحول.
- الفحوصات الدورية.
السكتة الدماغية يمكن الوقاية منها، ومعرفة أعراضها يمكن أن ينقذ الأرواح ويحسن نتائج الشفاء.