العقم هو عدم القدرة على الحمل بعد ممارسة الجماع المنتظم وغير المحمي لفترة معينة—عادةً لمدة عام للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا وستة أشهر لمن هم فوق 35 عامًا. هذه الحالة تؤثر على الأشخاص في جميع الفئات العمرية الإنجابية وكلا الجنسين، وغالبًا ما تعود أسبابها إلى عوامل طبية، حياتية، وبيئية متنوعة. ومع ذلك، يوفر الطب الحديث العديد من الخيارات لعلاج هذه الحالة، مما يمنح الأمل للكثيرين الذين يرغبون في الإنجاب أو توسيع أسرهم.
ما هو العقم؟
العقم هو اضطراب في العملية المعقدة لإنشاء حياة. لتحقيق الحمل، يجب أن تتوافر عدة خطوات تشمل:
- إشارات هرمونية من الدماغ لتحفيز إطلاق بويضة ناضجة من المبيض.
- انتقال البويضة الناضجة من المبيض إلى قناة فالوب.
- وصول الحيوانات المنوية إلى قناة فالوب وتخصيب البويضة لتكوين جنين.
- انتقال الجنين إلى الرحم، حيث يزرع وينمو.
أي فشل في أي من هذه المراحل يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الحمل. يؤثر العقم بشكل مختلف على الأفراد؛ قد لا يستطيع البعض الحمل رغم المحاولات المتكررة، بينما يعاني آخرون من العقم الثانوي، حيث يفشل الحمل بعد ولادة ناجحة سابقة.
أنواع العقم
- العقم الأولي: عندما يفشل الزوجان في الحمل بعد ممارسة الجماع المنتظم وغير المحمي دون وجود ولادات سابقة ناجحة.
- العقم الثانوي: صعوبة في الحمل بعد ولادة طفل سابق.
- العقم غير المبرر: عندما لا يتم تحديد سبب واضح بعد مراجعة طبية شاملة.
انتشار العقم
العقم مشكلة عالمية تؤثر على ملايين الأشخاص؛ وتنتشر بالتساوي بين الذكور والإناث. وفي معظم الحالات، يكون السبب مشتركًا بين الشريكين، حيث يُعزى حوالي ثلث الحالات لعوامل ذكورية، وثلث آخر لعوامل أنثوية، والثلث الأخير لعوامل مشتركة أو غير مبررة.
أسباب العقم
يمكن أن ينشأ العقم من عوامل متعددة ويشمل شريكًا واحدًا أو كليهما. ومن العوامل الشائعة:
- العمر: تقل الخصوبة مع التقدم في العمر، خاصة بعد منتصف الثلاثينيات لدى النساء وبحلول عمر 50 لدى الرجال.
- نمط الحياة: التدخين، تناول الكحول بكثرة، تعاطي المخدرات، والنظام الغذائي غير الصحي.
- الحالات الصحية: الوزن الزائد أو الناقص، العدوى المنقولة جنسيًا، والأمراض المزمنة مثل السكري أو مشاكل الغدة الدرقية.
- التعرض البيئي: التعرض طويل الأمد للمواد الكيميائية والمبيدات والإشعاع.
أسباب محددة لدى النساء
- اضطرابات التبويض مثل متلازمة تكيس المبايض أو فشل المبيض المبكر.
- التشوهات الهيكلية مثل الانتباذ البطاني الرحمي أو الأورام الليفية أو انسداد قناتي فالوب.
- اضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة.
- اضطرابات هرمونية تؤثر على الإباضة.
أسباب محددة لدى الرجال
- مشاكل إنتاج الحيوانات المنوية مثل انخفاض العدد، ضعف الحركة، أو الشكل غير الطبيعي.
- دوالي الخصية التي تؤثر على صحة الحيوانات المنوية.
- الاختلالات الهرمونية، مثل انخفاض هرمون التستوستيرون.
- مشاكل هيكلية مثل انسداد القنوات أو الخصية غير النازلة.
تشخيص العقم
تشمل الفحوصات ما يلي:
- للنساء: فحوصات هرمونية، تصوير بالموجات فوق الصوتية، واختبارات سلامة الأنابيب.
- للرجال: تحليل السائل المنوي، فحوصات هرمونية، وتصوير بالموجات فوق الصوتية.
علاج العقم
يعتمد العلاج على السبب والعمر وتفضيلات الشخص. قد تشمل الخيارات تغييرات في نمط الحياة، أدوية، جراحة، أو تقنيات المساعدة على الإنجاب (ART).
تقنيات المساعدة على الإنجاب
- التلقيح الصناعي: وضع الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم أثناء الإباضة.
- الإخصاب في المختبر (IVF): تخصيب البويضة بالحيوانات المنوية في المختبر وزرع الجنين في الرحم.
- الحقن المجهري: إدخال حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة.
- استخدام طرف ثالث: مثل بويضات أو حيوانات منوية أو أجنة من متبرعين، أو الاستعانة بحامل بديل.
الدعم النفسي
يمكن أن يكون العقم مرهقًا نفسيًا؛ لذا يُوصى بالاستعانة بمجموعات دعم أو مستشارين متخصصين لمواجهة الضغوط النفسية.
الوقاية
- اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على وزن مناسب.
- الامتناع عن التدخين، الكحول المفرط، وتعاطي المخدرات.
- علاج العدوى المنقولة جنسيًا في الوقت المناسب.
- تقليل التعرض للمواد السامة.
التوقعات المستقبلية
مع تقدم الطب، تتحسن معدلات نجاح علاج العقم بشكل كبير، مما يمنح الأمل لمعظم الأفراد والأزواج في تحقيق حلم الإنجاب.